أتاني صاحبي الذي أعرفه منذ الصغر ليحكي لي قصته و يروي مصيبته و يخرج لي ما كتمه في صدره سنين , من همٍ و ضيقٍ و حرقةٍ , و طلب مني أن أسرد قصته لأولي الالباب , ليتجنبوا تلك الاسباب , و يغلقوا تلك الابواب , التي أوقعت صاحبي في تلك المصيبة.
و سأبدأ من البداية , حكاية صاحبي منذُ الصغر و حتى ما أصابه من سوء القدر .
صاحبي هذا هو بكر والديه ,( و أصبح بعد ما كبر أب لإخوته و إبنُ بارُ بوالديه ) , كان لوالده قلب ليس كقلوب البشر بل كقلوب الملائكة التي في السماء , لا يحمل فيه مثقال ذرة من حقدٍ أو حسدٍ أو غل ٍ أو كراهية لإحدٍ بالمرة , و كان يكد و يكدح من أجل لقمة العيش , يغيب عن بيته و أولاده 8 أو 9 أيام و يقضي يوم و نصف أو يومان بيته ليعود ثانية الى العمل ( كان يعمل في احدى الدول المجاورة ) , و كانت أمه أيضا تعمل بجد و اجتهاد لتجعل بيتها و أولادها في أفضل حال , و لما فتح المجال لتعليم الكبار , تاقت نفسا لطلب العلم , الذي حرمها منه أبوها ظلما و عصبية جاهلية , بالرغم من أنها كانت الاولى على المدرسة بأكملها , و لكن أم صاحبي فكرت في أولادها الاربعة و في مملكتها الرائعة ( بيتها ) لمن تتركهم أثناء الدراسة , و ما أن رأى صاحبي أمه و أحس برغبتها في الدراسة إلا و انبرى مشجعاً لها و مهوناً لها الامر , بالرغم انه كان في التاسعة فقط من عمره , و أخبرها بما ان دراستك في الفترة المسائية و أن بطبيعة الحال في الفترة الصباحية لا يوجد هناك أي اشكال , و مع تشجيع أخوال صاحبي و تشجيعه هو بدأت امه بالدراسة من الصف الخامس الابتدائي , و كانت بداية الرحلة التعليمية , و بالرغم من أم صاحبي كانت هي الوحيدة تقريبا من بين الملتحقات للتعليم الكبار متزوجة و عندها أولاد إلا أنها كانت هي الاولى دائماً , و لم تكن تقصر أيضا في بيتها و مع أولادها , يقول صاحبي : كانت أمي تحضر لنا الغداء و تغدينا , ثم تستعد هي للذهاب للمدرسة , و عندما تعود في الليل تحضر العشاء و تعشينا ثم تراجع معنا دروسنا , و تتأكد من أننا كتبنا واجباتنا , حتى ننام فإذا ما نمنا بدأت هي بمراجعة دروسها , كنا أنا و أمي مضرب المثل ؟ أنا لانني أمام الجميع ذالك الولد الذي بالرغم من صغر سنه و لكن والديه سلموا له زمام البيت و اخوته الصغار , و أمي لأنها استطاعت ان تنسق بين دراستها و بيتها .
واصلت أم صاحبي الدراسة حتى الثانوية العامة ثم اكتفت بذلك لأن عدد أفراد الاسرة زاد خلال تلك الفترة , و المسؤولية تضاعفت .
كل تلك الظروف ساهمت في تربية صاحبي , فكان عصاميا , يستطيع الاعتماد على نفسه بل يستطيع الاخرين الاعتماد عليه , و كان محبوبا جدا من قبل معلميه , و كذلك في نفس الوقت كان محسودا من بعض أقرانه . في فترة قصيرة من فترات عمره بدأ يخرج مع أبناء الجيران في الحارة للعب معهم , و لكنه انقطع عنهم فجأة عندما رأى تصرفاتهم و سمع كلامهم مختلفة تماما عما تربى عليه , فكان يقضه وقته إما يتشاجر مع أخوته أو امام التلفاز أو المذاكرة أو زيارة بيت جده ليلعب مع خاله الذي من نفس سنه .
عندما بلغ صاحبي سن المراهقة بدأ يشعر ببعض الاحاسيس الغريبة عليه ( و هذا يحدث للجمع عندما يبلغون تلك المرحلة ) , و لكن كانت مشاعر صاحبي مختلفة نوعاً ما , كان يشعر بانجذابٍ نحو معليميه ؟ فكان في الليل عندما يخلد للنوم يتخيل ان احد معلميه يحضنه و يقبله بدفئ و حب و حنان , و كان ذالك الشعور يستمر لديه حتى يخرج سائلُ لزج من ذكره ( فكانت البداية ) ؟ ’, و يؤكد صاحبي أن خياله لم يتعدى الحضن و التقبيل فقط لا غير ؟ .
بلغ صاحبي المرحلة الثانوية , و هي المرحلة التي ستحدد مصير مستقبله و حياته ( هكذا كان يرسخ الاهل في عقول أبناءهم ) , فكان تحت الاقامة الجبرية , و كان تحت المجهر ؟ و عموما صاحبي كان من قرارة نفسه يريد أن يحصل على نسبة تدخله الجامعة , لأنه يريد أن يرفع رأس والديه و يريد أن يعوضهم عن كل ما بذلوه اتجاهه و اتجاه اخوته , و بعد جدٍ و اجتهاد و ضغط نفسي رهيب حقق الله أمنيته و أمنيت أهله و دخل صاحبي الجامعة , فكانت فرحته لا توصف .
و بدأ صاحبي حياة مختلفة نوعا ما , و كان ذالك الشعور يكبر بداخله يوما بعد يوم , فبدأ يشعر بالخوف و العذاب النفسي , لأنه بدأ يقرأ و يتثقف دينياً , و ثقافيا فعلم خطورة الموقف و لكن ماذا بيده أن يفعل ؟ لا يستطيع أن يصرح عما بداخله لأنه هو أصلا غير مقتنع و غير راضي بذلك , فاستمر في معاناته , و حافظ على سره لوحده , و كان يطفئ نار ذلك الشعور بممارسة العادة السرية ؟, و لكنه في الجانب الاخر من حياته ازداد تقربا من الله , هو أصلا من الاول كان محافظاً على الصلاة جماعة في المسجد , و كانت كل تصرفاته متزنة و محترمة , و عندما رأوه شباب الجامع في الجامعة تقربوا منه أكثر , و بالكلمة الطيبة و التعامل الراقي جعلوه يطلق لحيته , و يمتنع عن سماع الاغاني و بطبيعة الحال و بسبب تربية صاحبي لم يلاقوا أولئك الشباب أي صعوبة في اقناعه بل انه نقل تلك التعاليم الى اخوته و والديه ولاقى قبولا جيدا في تلك البيئة المحافظة أصلا .
استمر صاحبي على ذلك الحال حتى تخرجه من الجامعة , و بعد حصوله على الوظيفة قرر والديه تزويجه من بنت الحلال , فقال في قرارة نفسه طيب ان شاء الله أتخلص من تلك الافكار الشيطانية , و تلك الاحاسيس الشاذة ؟.,
و بدأت حياة جديدة , زوجة جميلة و حنونة و ملتزمة و جامعية , كل الصفات التي يتمناها أي شاب في زوجته كانت موجودة في زوجة صاحبي كما صرح هو بنفسه بذلك , و لكن لم تحرك كل تلك الصفات شعرة من أحاسيس و شعور صاحبي , لم يحس بانجذاب نحوها , نعم كان يحترمها و يقدرها و يحبها أيضا و لكن كان بارداً برود الثلج عاطفيا و جنسيا ؟ و اذا ما أراد أن يرضيها مارس معها متخيلا انها ......؟
و لأن زوجة صاحبي كما ذكرت سابقا انها جامعية و مثقفة و تريد أن تحافظ على زواجها و على زوجها الذي كانت تعشقه و تحبه حبا جما , بذلت ما في وسعها لكي تغير زوجها و تجعله ينجذب اليها , و طبعا هي لا تعلم عنه شيئاً .
و استمرت معاناة صاحبي و لم يتغير شيئا , و لحكمة الاهية لم يرزقوا بأبناء من غير أي مانع للانجاب , فقد قاموا باجراء فحوصات في أكثر من مكان و الكل يؤكد بعدم وجود أي مانع لدى الزوجين ؟ و تمضي الأيام و السنين , و صاحبي يحاول المحافظة على حياته الاسرية و الاجتماعية بشكل طبيعي جدا , كان صاحبي هذا اجتماعي من الدرجة الاولى بعكس كثيرا من شباب اليوم , فقد كان يشارك الناس أفراحهم و أتراحهم , و كن عضوا في مكتبةٍ أهلية تهتم بتثقيف المجتمع و كان دوره بارزاً جداً , يعني مشكلته كانت تزوره في الليل فقط عندما كان يخلد للنوم , و لكن عقله اللاواعي كان يخزن صور الشباب الوسيمين الذين يقابلهم أو يراهم بالصدفة .
تم توفير خدمة الانترنت في مكان عمل صاحبي , و في البداية كان الامر عادي جدا بالنسبة له , لم يكن من هواة الدخول الى النت للتصفح , و لكنه عندما رأى معظم زملائه في المكتب يتصفحون الصحف اليومية و يدخلون المواقع الاخبارية أو الثقافية أو التعليمية , بدأ هو أيضا يدخل و يتصفح و لكنه بشكل قليل جدا , و مع مرور الوقت عمل له بريد الالكتروني , و أخذ يراسل أصحابه و أصدقاءه ثم بعد ذلك دخل على الفيسبوك , و في كثير من الاحيان كانت نفسه تراوده بالدخول للمواقع الخاصة بالمثليين , و لكنه عندما كان يكتب بالعربي للبحث لم يجد ما يشبع فضوله , فوجد معناها بالانجلش و بحث فوجد ما كان يبحث عنه .....
في البداية اندهش كثيرا و تعجب من ان هناك الملايين من البشر يقوموا بفعل هذا الشي الممنوع شرعا و عقلا , و لكن في قرارة نفسه كان يتمتع برؤية تلك المقاطع , و في يوم من الايام بينما كان يتصفح الفيس بوك رأى رابط للموقع فضغط على الرابط ( و يا ليته لم يفعل ) ففتح له موقعا رهيبا فضيعا خاصا للمثليين لجميع دول العالم , يتعارفون و يتبادلون صورهم و أرقام هواتفهم , فاذا اتفقوا و أعجبوا ببعض تقابلوا و مارسوا الجنس المثلي , و من هنا كانت البداية الفعلية لصاحبي , بعد ما يقارب من 18 سنة كبت و حرمان ( حسب تفكيره ) و عذاب نفسي و عاطفي دخل عالم المثليين , و أخذ يقابل و يمارس بشكل اندفاعي و من غير تفكير للعواقب ,,,,,,,,,,,.....................