( مثل ما اقول دائما وابدا ليس كل ما انشره اتفق مع كاتبه
فقط لعمل مجلد مقالات مثليه )
الجزء الاول
اللواط هو الاسم العربى للشذوذ الجنسى بين الرجال نسبة الى قوم النبى لوط الذين كانوا يأتون الرجال من دون النساء شهوة والتى جاءت من التراث الدينى اليهودى والاسلامى قبل يصطك العلم الحديث مصطلح " الشذوذ الجنسى " و" المثلية الجنسية " ويشرح انواعه المختلفة واسبابه المختلفة ايضا ، وان كنت هنا لست بصدد شرح هذه الانواع وهذة الاسباب لانها كثيرة ومتشعبة مكانا وزمانا ، ولكنى سأكتفى بما عرف باللواط بنوعية - اللوطية الكبرى بين الرجال واللوطية الصغرى فى اتيان المرأة فى الدبر - فى جزيرة العرب واسبابه .
*** اللوطية الكبرى :
- شاهد عيان :
قى العام 1976 تعاقدت للعمل مشرفا لقسم داخلى باحد معاهد التعليم الخاص بمدينة الرياض عاصمة مملكة آل سعود ، كان لكل عنبر ( اسرة ) اثنين من المشرفين نستلم الطلبة منذ خروجهم من الدراسة حتى تسليمهم فى صباح اليوم التالى ، كان كل منا يقضى الليل فيما يشبه غرفة صغيرة نصفها الاعلى من الزجاج تطل على عنبر الطلبة حتى يتاح لنا ملاحظة الطلبة فى اثناء الليل . ومن الايام الاولى لاحظنا قيام الطلبة ليلا والذهاب الى الحمامات ، وبمراقبتهم عرفنا انهم يمارسون اللواط معا .
عندما قام عبدالناصر بسحب جميع المصريين العاملين فى المملكة اثناء حرب اليمن قامت المملكة بالاستعانه بالعماله الفلسطينية والاردنية والسورية ، والذين وجدنا بقاياهم عند حضورنا ، اثرنا معهم الموضوع فنصحونا بمعاقبة الطلبة دون ان نبلغ الادارة لان هذا الموضوع يثير حساسية مفرطه لديهم . والادهى من ذلك ان القسم الداخلى كان عليه ثلاثة من الرءساء السعوديين ، كل منهم يعمل على تاكسى ويمر ساعه اوساعتين على المعهد ليتفقد سير العمل ، وان اثنين منهم كان لكل منهم طالب معين يستدعية الى غرفته بالادارة ويقضى معه بعض الوقت بحجة ان والده اوصاه به او ان ظروفة العائلية صعبه ويقوم بالتخفيف عنه ومواساته ومساعدته .... !!
كان لنا زميل خريج احدى جامعات الازهر ، سألناه فقال مازحا : " انهم قوم لوط " وقص علينا قصتهم كما جاءت بالقرآن ، ناقشته بأن هناك فاصل زمنى طويل بين لوط وحتى الآن فهل مازالت الجينات الوراثية تتوارث حتى الآن ، فقال : للبدوى صفات متوارثة لم تتغير حيث بقيت البداوة على حالها حتى الآن ، ولاتنسى ان القرآن ذكر " الولدان المخلدون " فى اكثر من آية لان الرسول كان يعيش وسط عصر البداوة .
بعد عقدين من الزمن على هذا الحديث ، ومع بداية اهتماماتى بالفكر النقدى والعلوم الانسانية الحديثة وتطبيقاتها على الاديان وتاريخها ، كانت قضية "الولدان المخلدون "ضمن قراءاتى ضمن ابحاثى عن قضية الجنس عموما لدى العرب .
- الولدان المخلدون :
وردت عبارة الولدان المخلدون ضمن المغريات الحسية التى سيجدها المؤمن فى الدار الآخرة ، اما تعويضا عن الشقاء والفقر للمؤمنين فى الدنيا ، اوكمكافأة عن الاعمال الصالحة وعلى رأسهم جميعا الشهداء فى سبيل الله مثل ( الخمر – الحوريات الابكار– السندس والاستبرق وطير لحم مما تشتهون و .......... ولدان مخلدون ) ، هى بالقطع كلها متع حسية ولكن ليست كمتع الدنيا بل اكثر وفيها مالا عين رأت ولا اذن سمعت .
والولدان هم الصبية او الغلمان الذين تعدوا سن الطفولة وتنحصر فئتهم العمرية بين العاشرة والثالثة عشرة تقريبا قبل ان ينبت شعر الابطين والعانه وقبل سن البلوغ ، والمخلدون تعنى بقاءهم فى هذه السن لايتخطوها . وقد ذكر الولدان المخلدون فى الآيات الثلاثة التالية :
- ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ . بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ) 17،18 الواقعة - ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ) الإنسان/ 19 ،
ـ ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ) 24 الطور
يقول القرطبى فى تفسيرة : يطوف عليهم ولدان مخلدون أي غلمان لا يموتون ؛ قاله مجاهد . الحسن والكلبي : لا يهرمون ولا يتغيرون . وقال سعيد بن جبير : مخلدون مقرطون ، يقال للقرط : الخلدة ولجماعة الحلي : الخلدة . وقيل : مسورون ونحوه عن الفراء . وقال عكرمة : مخلدون : منعمون . وقيل على سن واحدة أنشأهم الله لأهل الجنة يطوفون عليهم كما شاء من غير ولادة .
ونلاحظ انفراد سعيد بن جبير بتفسير معنى المخلدون بأنهم : لابسى الاقراط
وفى تفسير بن كثير نقرأ : مخلدون على صفة واحدة ، لا يكبرون عنها ولا يشيبون ولا يتغيرون
ورغم مايقوله الغزالى فى احياء علوم الدين : ( اياك ان تنكر شيئا من عجائب يوم القيامه ، لمخالفته قياس مافى الدنيا ) الا اننا نجد المفسرين للولدان المخلدون لايمدون الحبل على استقامته فيكتفون بقول ماسبق دون ان يوضحوا لنا اى شهوة تلك التى يبعثها فى النفوس هؤلاء الولدان ؟؟ ، ولماذا يبقوا مخلدون فى سن لايتعدوها وهى الفئة العمرية المرغوبة فى اتيان الولدان لدى عرب الجزيرة ؟ ناهيك عن وصفهم كما انفرد بن جبير بتحليهم بالاقراط ( الحلق فى الاذن وما دلالته فى الاثارة الجنسية للرجال ) وماذا وراء صب كؤوس الخمر فى الاكواب والاباريق ، ولماذا كل هذه الاوصاف التى تفوق الحوريات الابكار ، حيث نجد حور العين لؤلؤ مكنون والولدان لؤلؤ منثور ، والمفسرون قرروا ان اللؤلؤالمنثور اكثر جمالا من المكنون ، وان كان المكنون اكثر صيانه واكثر اثارة للخاطر الا ان الايات السابقة قد آثرت هؤلاء الغلمان بالجمالين(المكنون والمنثور) .
يبيحون التمتع بالنساء والحوريات الابكار وفض البكارة واعادتها فى الجنة ليصبحوا ابكارا مخلدون رغم الفعل الجنسى المستمر ، ولكنهم يأنفون من وجود لواط فى الجنة مع ولدان مخلدون ، لذا نجد التفاسير تذكر نصف الحقيقة ولا نمد الحبل على استقامته لتوضح لنا وظيفة الولدان المخلدون وما الفرق بينهم وبين الحوريات الابكار ، واذا كان الولدان وحور العين هما الكائنان العاقلان ، وحور العين ثابت فى الاثر وبنص القرآن انهن للاستمتاع الجنسى ، فلماذا لاينطبق هذا ايضا على الولدان المخلدون .. ؟؟
اذا كان المقصود تقديم الخمرمع الولدان للتلذذ والتمعن بجمالهن ، فالاجدر بذلك الحوريات بما يمتلكون من اثارة تفوق ماللولدان فى الفطرة السليمة .
ويذكرنى هذا بعملى السابق فى الفنادق حيث كانت بعض الفنادق تستعيض عن البارمان ( الرجل الذى يقدم الخمور فى البار للزبائن ) بالبارميد ( وهى الانثى الساخنه ) لتقدم الخمر بدلا من البارمان لمزيد من جذب الزبائن واحتساء المزيد من الخمر ، . ولكن اذا كان الزبائن من اللوطيين الاقحاح ففى هذه الحالة كان لابد ان يقدم الخمر ولدان كاللؤلؤ المكنون والمنثور... !!
وقد توصل الكاتب الراحل محمد جلال كشك الى ماتوصلنا اليه فى هذا الموضوع بالذات ، وذكرها ضمن كتابه " خواطر مسلم فى المسألة الجنسية " الصادر عام 1984 وقامت عليه القيامة ومنع الكتاب من النشر، ولكن الكاتب لم يستسلم لهذا المنع وهو المعروف بقوة منطقة ومتاته حجته ورفع قضية وانتدبت المحكمة هيئة من مجمع البحوث الاسلامية يرأسها الشيخ / محمد عطية صقر ، واجازت نشر الكتاب مرة اخرى . ورغم هذا مازالنا متمسكين بتفسير السلف المنقوص فقد استبشعوا ان يكون فى الجنة لواط مع الولدان المخلدون رغم اعترافهم بوجود علاقة جنسية مع الحوريات الابكار ... !! ونلاحظ ان اللواط بنوعية ( اللوطية الكبرى الذى نحن بصددها واللوطية الصغير التى سنذكر فيما بعد ليس فى اى منهما حد )
قليلا مايصادفنا فى كتب التراث فى العصر النبوى وماتلاه وحتى بداية الدولة العباسية احاديث عن ظاهرة اللواط مع الولدان - لان الستر بين اللواطيين ميسور فليس فى اختلاء رجل مع صبى مايثير الشبهات عكس اختلاء رجل بأمرأة - وان كان وجود المخنثين معروفا فى العصر النبوى وماتلاه ، ولكن مع بدايات الدولة العباسية افصحت غزيرة اللواط عن نفسها واصبحت ظاهرة معروفة وانتشرت فيما بعد فى نهايات العصر العباسى الاول وبدايات العصرالعباسى الثانى كما انتشرت فى الاندلس وانتشر مايعرف فى الشعر " الغزل بالمذكر " ، ولم يكن الشاعر ابو نواس ( 145 – 199 هـ) ظاهرة فريدة فى عصرة ولكنه كان نتاجا وافرازا طبيعيا لهذا العصر وللطبائع البدوية المعروفة الذى وصل فيه التهتك والزندقة الى اقصى مداه حتى وصل الى النهاية المعروفة بانتهاء الامبراطورية العربية تحت سنابك خيول المغول
عاصر ابو نواس عهد الخليفة هارون الرشيد وامتدحه ونال مكانةً مرموقةً لديه،ولكنه كان احيانا ما يحبسه عقاباً له على ما يورد في شعره من المباذل والمجون.ومن بعدة عاش مع ابنه الامين يتبادلون كؤوس الخمر ويتلذذون ويستمتعون بملك اليمين والوالدان ( ويستطيع القارئ ان يبحث فى جوجل عن اشعار ابو نواس فى الغزل بالمذكراو الغزل الغلمانى والتى لامجال لسردها هنا ) اما عن اشعار الخمر والمجون والالحاد فسوف اورد نموذجين من اشعار ابو نواس :
- ويااحمد المرتجى فى كل نائبة .... قم سيدى نعصى جبار السماوات
- ألا فاسقِني خمراً ، وقل لي : هيَ الخمر
ولا تسقني سـرّاً إذا أمكـن الجهـر
فما العيْشُ إلاّ سكـرَةٌ بعد سكـرةٍ
فإن طال هذا عنـدَهُ قَصُـرَ الدهـرُ
وما الغَبْـنُ إلاّ أن تَرانـيَ صاحِيـا
وما الغُنْـمُ إلا أن يُتَعَتَّنِـي السكْـر
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى
فلا خيرَ فِي اللذّاتِ من دونها سِتْـرُ
ولا خيرَ فِي فتـكٍ بـدون مجانـة
ولا فِي مجونٍ ليـس يتبعُـه كفـرُ
ولا ننسى ان هارون الرشيد نفسه قد اتهم ابنه الامين بعشق الولدان ، وبالاضافة الى ابو نواس حيث يقول لنا صاحب العقد الفريد : ان الحسن بن هانى قال فى ( امير المؤمنين ..... !! ) الامين:
رشا لولا ملاحته ...... خلت الدنيا من الفتن
كل يوم يسترق له ..... حسنه عبدا بلا ثمن
يا أمين الله عش ابدا ... دم على الايام والزمن .
ـ ويذكر لنا صاحب العقد الفريد ايضا ان مراوح خلفاء هذا العصر مكتوب عليها :
انا فى الكف لطيفة ...... مسكنى قصر الخليفة
انا لااصلح الا ............ لظريف اوظريفة
او وصيف حسن القد .... شبيه بالوصيفة .
لم يكن ابو نواس استثناءا بل كان كما قلنا نتاجا لعصرة ، ففي ديوانه باب خاص بوصف الغلمان يسمونه " غزل المذكر" فيه نحو الف بيت ، وبخلاف ابو نواس كان هناك بشار بن برد ومطيع وحماد عجرد والخليع وحسين بن الضحاك ، ولطالما خوطبت الحبيبه فى اشعار ذلك الزمان بصيغة المذكر تحببا وتلطفا .
كذلك شاع بين شعراء الاندلس " الغزل بالمذكر " وكانوا فيه مقلدين لبعض شعراء العباسيين ، ولكنهم لم يسفوا فيه ويفحشوا كما فعل هؤلاء الشعراء ولم يكثروا منه كثرة ابو نواس ومعاصرية العباسيين . ومن اكثر شعراء الاندلس غزلا بالمذكر ابن سهل الاسرائيلي ، ومن شعره ايضا في فتاة اليهودي موسى قوله :
ولما عزمنا ولم يبق من مصانعة الشوق غير اليسير
بكيت على النهر اخفي الدموع فعرضها لونها للظهور
ولو علم الركب خطبي اذن لما صحبوني عند المسير
اذا ما سرى نفسي في الشراع اعادهم نحو حمص زفيري
ومنه كذلك قول شاعر في غلام وسيم :
مرآك مرآك لا شمس ولا قمر
وورد خديك لا ورد ولا زهر
في ذمة الله قلب انت ساكنه
ان بنت بان فلا عين ولا اثر
وفى المقالة القادمة سنتحدث عن اللوطية الصغرى ( اتيان المرأة فى الدبر ) ولماذا ناور وراوغ المفسرون فى الولدان المخلدون ولم يمدوا الحبل على استقامته ، كما سنرى ايضا مراوغتهم ومناورتهم فى اللوطية الصغرى ... ولماذا فعلوا ذلك
هناالجزء الثاني
اللوطية الصغيرى ( اتيان المرأة فى الدبر ) :
تقول لنا الاية 223 من سورة البقرة : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين } وتختلف الروايات عن اسباب نزول هذه بين رجل من الانصار أو عمر بن الخطاب وان كان ابن الخطاب له النصيب الاوفر حيث جاء الى النبى جازعا قائلا : يارسول الله .. هلكت . فقال له وما اهلكك ، قال : حولت رحلى البارحة ، فلم يرد عليه النبى حتى جاءت الاية
ورغم ان الاجماع على ان هذه الاية تحرم اتيان المرأة من الدبر الا ان ان هذه التفاسير التى وردت حول نزول الآية تطرح اسئلة كثيرة فهى اولا لاتنص صراحة على هذا التحريم ،( فكلمة " انى " فى المعجم الوجيز تكون شرطية بمعنى اين ، واستفهامية بمعنى من اين مثل ( يامريم انى لك هذا ) ، وفى كتاب " شرح المفصل لابن يعيش " انى " تاتى للمجازاه اى للمكافاة ، فتكون بمعنى اين ، واين ظرف مكان مبنى على الفتح ، و" انى " فى هذه الاية بمعنى اين وليس بمعنى الاستفهام بل هى فى الاية ليس للاستفهام ، فهى شرطية او مجازية وفى كلا الحالتين تاتى بمعنى اين ، واين ظرف مكان يعنى فاتوا حرثكم انى شئتم اى فى اى مكان شئتم فى القبل او الدبر ، وكما هو معلوم عند اهل اللغة ان اللفظ فى العربية يحمل ابتدائ على العموم الا اذا اتى نص يخصص ذلك او يخصص من قبل السياق نفسه ، وعموم لفظ " انى " فى هذه الآية يقتضى : كيف ن ومتى ، واين ، ومن اين ، ولاتخصص على موضع بعينه الا بنص محكم من القرآن )(1)
واذا كان المفسرون احتجوا بأن الحرث يكون لتجهيز الارض للانبات مما يعنى " القبل " حيث الجماع للحمل والولادة ، فهو مجرد استنتاج لاتنص عليه الآية صراحة بالاضافة الى البدوى كان يشبه عضوه الذكرى بحديدة المحراث والمرأة بالارض التى يشقها نصفين وهو تعبيرعن الفحولة الذكورية وليس تعبيرا عن مكان معين ، وبما ان قواعد التفسير تقول بتفسير القرآن بالقرآن فقد احتجوا ايضا بالآية ( ويسئلونك عن المحيض ...... فاذا تطهرن فأتوهن من حيث امركم الله ) 222 البقرة ، ونلاحظ ان الاية لم تذكر لنا بماذا امرهم الله . وان كنت ارى ان تفسير القرآن بالقرآن ( حسب قواعد التفسيرالمعمول بها ) تفتح الباب على مصراعية للتفسيرات المتناقضة والمتضاربة فى التفسير فمثلا :
- ( فأنكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع .... وان لم تعدلوا فواحدة ) واذا اخذنا الآية ( ولن تعدلوا بين النساء ولوحرصتم ) وجب هنا تحريم الزواج من اربعه .
ـ القول فى النساء ( ان كيدهن عظيم ) فاذا اخذنا الآية ( ان كيد الشيطان كان ضعيفا ) يدل ان كيد المرأة اعظم من كيد الشيطان . ... وهاكذا
واذا كان المفسرون قالوا ان عمر غير رحله بمعنى اتى امرأته فى القبل من الدبر ، فما هذا الجزع من وضع معروف فى جزيرة العرب فما سبب الهلاك ومسيلمة الكذاب يقول لسجاح ( وان شئتى على اربع ) ضمن الابيات التاليه :
ألا قومي إلى المخدع ..... فقد هيئ لك المضجع
فإن شئت ففي البيت ...... وإن شئت ففي المخدع
وإن شئت سلقناك ......... وإن شئت على أربع
وإن شئت بثلثيه ......... وإن شئت به أجمع
فتقول له سجاح فى لحظة انتشاء : بل به اجمع يارسول الله .
( ولكن يبدو ان المفسرون استفظعوا نسبة هذا الى عمر – حتى قبل التحريم – رغم الرواية التى تقول انه جاء يصرح : " هلكت يارسول الله ... " وسكوت النبى لانه لم يجد له عنده مخرجا .. او مايقطع بعدم هلاكه فيبشره به ، بل انتظر فترة من الزمن حتى تلفظت شفتاه بالآية المذكورة .ايعقل ان يكون كل هذا التحرج من وضع خاص تمت به المجامعه الشرعية فى المحل المعتاد بين زوج وزوجته ، ويمكن ايضا القول بأن احاديث النهى عن الوطء فى الدبر طعن فى معظمها ن فحديث ابو هريرة : " ملعون من اتى امراة فى دبرها " ورد فى اسناده ابن مخلد وهو " لايعرف حاله " وحديث ابى هريرة ايضا :" من اتى حائضا او امرأة فى دبرها او كاهنا فصدقة فقد كفر بما انزل على محمد " فى اسناده ابو تميمه وعنه قال البخارى " لايعرف لابى تميمه سماع من ابى هريرة " وقال البزاز " هذا حديث منكر" وفى اسناده حكيم بن الاترم وهو " لايحتج به " وحديث خزيمة بن ثابت ان النبى " نهى ان ياتى الرجل امراته فى دبرها " فى اسناده عمر بن اصيخه وهو مجهول . ولكن ورد فى حديث عمرو بن شعيب : قال النبى عن وطء المراة فى دبرها هو " اللوطية الصغرى " ولاحظ ان اللوطية الكبرى ذاتها لم يشرع لها فى القرآن ولا السنه حد ، كذلك حديث : " اقبل وادبر واتق الحيضة والدبر ، وذهب الشيخ سيد سابق الى ان الشافعية يرون شبهة فى وطء المراة فى الدير ، الشبهة المبطلة للحد اذ ليس فى القرآن ولا السنه حد لهذا الوطء ) (2) .
ويحمل لنا التراث الاسلامى تهتكا جنسيا لم نرى له مثيلا فى دول الحضارات المجاورة نتيجة ما ترسب فى الذاكرة الجمعية من ممارسات الجنس المقدس للاله بعل على جبل عرفات نهارا ثم الطواف عرايا حول الكعبة ( للمزيد انظر مقالتنا على الحوار بعنوان : تبخيس المرأة فى الفكر البدوى وارتباطه بالتعويض النفسى عن العجز الجنسى ) ، علاوة على الخواء الحضارى للبدوى نتيجة الانعزال فى فيافى الصحراء والتقاتل والسلب والنهب اثناء الترحال ، فقرأنا من خلال صفحات التراثيين العرب الجنس المفضوح وصاحبات الرايات الحمر ونكاح المقت ونكاح الاستبضاع ..... الخ ، ويحكى لنا صاحب العقد الفريد ان امرأة كوفيه دخلت على عائشة بنت طلحة فسألت عنها فقيل هى مع زوجها فى القيطون ، فسمعت زفيرا ونخيرا لم يسمع قط مثله ثم خرجت وجبينها يتنفصد عرقا فقالت لها : ماظننت ان حرة تفعل مثل هذا ... فقالت ان الخيل العتاق تشرب بالصفير. ) وهى ذاتها عائشة بنت طلحة التى ضرب بها المثل بأنها نخرت نخره اثناء وطء زوجها لها فنفر مائة من ابل الصدقة لم تجتمع حتى اليوم ... !!
اذن ومع هذا الجنس المفضوح كان كل شئ مباح بين الرجل وزوجته سواءا فى القبل او فى الدبراو فى القبل من الدبر .
ويتبادر الى الذهن سؤالا منطقيا : لماذ هرع عمر الى النبى متوجسا خيفة مما فعل اذا كان الجنس على هذا الحال من التهتك الذى بيناه ، واذا كان القرآن لم يحرمه بعد ؟
وياتى الجواب من يهود يثرب حيث توراتهم تحرم اللواط بين الذكور واتيان المراة فى الدبر حتى انها كانت ومعها المسيحية تعتبران اللذة فى الجنس محرمة وان العلاقة الجنسية هى للانجاب فقط ، ولانهم اهل الكتاب الاول وقد ساير القرآن كثيرا مماجاء فى التوراه ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ... ) 43 المائدة و (وانزلنا التوراه فيها هدى ونور .... ) 44 المائدة
علاوة عن بعض الدراسات التى تقول ان يثرب عندما كانت محطة عبور للتجارة بين مصر وفارس ايام الاحتلال الفارسى لمصر( 525 ق .م ) سكنها المصريين لتقديم الخدمات للقوافل وان اسمها الاصلى " أثريب " وهو اسم مصرى قبل ان يتحول الى يثرب استسهالا فى النطق ، ومن المعروف ايضا ان العلاقات الجنسية بين المصريين كانت ومازالت غلاقة حميمية بين الرجل والمرأة حتى ان نساء يثرب كن بتأففن من ايتائهن فى القبل من الدبربعد زواجهن من المكيين الذين اعتادوا ذلك وكانوا يعتبرون ذلك لايليق بالحرائر ولكن لملك اليمين من الجوارى والاماء .
والسؤال المنطقى الثانى : لماذ راوغ المفسرون فى تفسير الولدان المخلدون واتيان المرأة فى الدبر رغم وضوحها الجلى فى ايات القرآن التى اشرنا اليها ؟؟
والاجابه تبدأ من فتوحات ( احتلالات ) دول الحضارات المحيطة ( مصر – العراق- سوريا ) بداية عهد عمر بن الخطاب مرورا ببدايات الامبراطورية العربية فى عصر الامويين ، وانتهاءا بالامبراطورية العربية الكبرى فى العصر العباسى الاول .ثم نهاية هذه الامبراطورية فى نهاية العصر العباسى الثانى عندما اجتاحها المغول .
تدفقت خيرات تلك الدول على جزيرة العرب وتراكمت الثروات فى عاصمة الخلافة حتى وصلت الى ذروتها فى عهد عثمان الذى قيل انه فى عصره عم الرخاء وبيعت الجارية بوزنها ذهبا ( وهنا يتساءل كاتبنا الاستاذ / القمنى عن هذه الخيرات وهل جاءت مقابل جهد حضارى ام انها جاءت نتيجة الجزية والارغام ، ثم يتساءل ايضا : ماذا كانت وظيفة هذه الجارية الموزونه بالذهب فى بيوت السادة الاعراب فى يثرب ) وياتى الامويين وتتسع المستعمرات ويعم الخيرعاصمة الخلافة فى دمشق حتى قبل انه فى عصر بن عبدالعزيز كان المنادى ينادى فى شوارع دمشق عن محتاج فلا يجد ، حتى ياتى العباسيين فتكون الامبراطورية العربية مترامية الاطراف مما جعل الخليفة هارون الرشيد ينظر الى سحابة مارة فيقول لها : امطرى انى شئتى فسوف يأتينا خراجك .
منذ الجارية التى بيعت بوزنها ذهبا وحتى سحابة هارون الرشيد التى يأتيه خراجها حيث تمطر تدفقت الاموال ووصلت الى ذروتها فى العصر العباسى فكثرت فيه الجواري المتهتكات والغلمان الفاسقون ، وكثر الرقيق وأمعن الناس في الاستمتاع والتلذذ وفسدت الاخلاق فإذا بهذا العصر يكاد يكون بؤرة فساد وتهتك وأنغمس كلة في الغزل فأتسمع نطاقه وتعددت دواعيه ودوافعه وجنح نحو الخلاعه والفسق وغامت في الابعاد اخيلة العذريين وخفت صوت الغزل العفيف ليحل محله الغزل الفاحش الفاجر وأزداد الامر سوءاً بروز نوع جديد من الغزل كان أحط انواعه هو الغزل بالمذكر أو الغزل الغلماني .
فى هذا العصر بدأ تدوين السيرة والتفاسيرالذى تصدى لها فقهاء لاشك فى حسن نيتهم واخلاصهم للاسلام ، ومن هنا نرى المداورة والمناورة فى موضوع الولدان المخلدون واتيان المرأة من الدبر . ودليلنا هنا هو الامام انس بن مالك ، امام اهل المدينة فى عهد الدولة الاموية الى لم تكن على شاكلة الدولة العباسية فى التهتك المفضوح – وان كان التنعم بالاموال والاماء رائدهم ايضا – وكانت اقامته بالمدينة بعيدا عن عاصمة الخلافة وقربه من عصر الصحابة الاوائل ( ولد عام 93 هـ وتوفى عام 179 هـ ) تحدث بلا حرج عن ايتان المراة فى دبرها وان كان تلاميذه فيما بعد انكروا عليه هذا القول بعد التهتك الجنسى الفاضح فى الدولة العباسية التى عاصربداياتها والتى اهتمت بتوطيد اركان الدولة بعد انتزاع الحكم من الامويين وعاصر تلاميذه التهتك المفضوح فى نهايات الدولة العباسية الاولى بداية من المامون وبدايات العصر العباسى الثانى ( عصر الانحلال ) حتى انتهت تحت سنابك خيول المغول وقتل الخليفة العباسى الاخير أبو احمد عبدالله المستعصم 656 هـ
وما اشبه اليوم بالبارحة ، اموال البترول تتدفق على بدو الصحراء الذين خرجوا من التاريخ لالف عام بعد انتهاء امبراطوريتهم ، وبقوا فى عزلتهم الحضارية داخل الصحراء ، ولم يغادروا سيرتهم الاولى فى السلب والنهب والتهتك الجنسى ، وجاء البترودولار بديلا عن اموال الجزية ، ويعود اللواط بينهم سيرته الاولى خصوصا بعد عزل النساء خلف الاسوار ، ويعود التهتك الجنسى ويستمر اتيان المرأة فى الدبر وهى عادة مشهورة ومعروفة فى بدو جزيرة العرب لاتحتاج الى دليل ،وبيت واحد من شعر الراحل نزار قبانى عن ملوك وامراء وشيوخ واغنياء النفط يغنينا عن كل ذلك فيقول ويقدمون له مع قهوة الصباح .... قائمة باجمل النساء .
قائمة النساء من بيوت الدعارة فى الغرب التى تقدم للامراء وشيوخ النفط حقيقية وقد رأيتها بنفسى لينتقى منها مايشاء ويرسل الى سفارة بلدة فى هذه الدولة بمن اختارهم من النساء لمنحهم تاشيرة دخول للمملكة ، ويخطر بيت الدعارة بالتوجة الى السفارة بالاسماء التى اختارها لمنحهم التأشيرة للعمل فى قصر الامير او الشيخ . وهذا حديث آخر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قراءة للاسلام من جديد – نهرو عبدالصبور طنطاوى ص 277 ـ ويمكن للقارئ ان يطالع اقوال الامام مالك فى اتيان المرأة فى الدبر بهذا الكتباب ، فرغم انه من القرآنيين الا انه افرد لهذا الموضوع 12 صفحة ( من ص 272 الى ص 284من القطع الكبير مليئة باحاديث مالك والتى انكرها تلاميذه فيما بعد كما وضحنا اسباب ذلك فى المقال والتى يم يتعرض لها.
(2) خواطر مسلم فى المسألة الجنسية – محمد جلال كشك ص 85 والذى منعته الرقابة وأعيد نشره بامر المحكمة بعد موافقة لجنة البحوث الاسلامية بالازهر .