الأربعاء، أغسطس 18، 2010

كيف تتغلب على الشعور بقلة الحيلة

 

 

من كتاب نصائح من صديق * للكاتب أنتوني رويبنز 

 

 في حياتنا غالبا ما تحدث أشياء لا يمكننا حقاً التحكم بها . مثلا أن تخفض الشركة التي نعمل فيها من عمالتها ويتم إيقافنا عن العمل . أو أن يهجرنا أزواجنا ، أو أن يصبح أحد أفراد العائلة مريضاً ، أو أن يموت شخص قريب لنا ، أو أن تقطع الحكومة برنامجاً كنا قد إعتمدنا عليه . ففي مثل هذه المواقف قد نشعر بأنه لا يمكننا فعل أي شيء ، ولو شيء يسير ، لنجعل الأمور تتحسن .ربما تكون قد فعلت كل ما في وسعك لكي تحصل علي وظيفة ، أو لكي تساعد عائلتك ، أو لتقابل توءم روحك ، أو فقط لأن تشعر بمزيد من السعادة . لكن لم ينجح شيء معك . وعندما نجرب اتجاهاً جديداً ، فنحن نبذل قصاري جهدنا ، ولكن مازلنا نفشل في الوصول إلي الهدف ، وغالباً ما نخشي أن نجرب مرة ثانية . لماذا ؟ لأننا جميعا نريد أن نتجنب الألم ! ولا أحد يرغب في الفشل مرة أخري . لا أحد يرغب في بذل أقصي ما لديه ثم يخيب أمله ، وغالباً ما يحدث بعد مثل هذه التجارب المحبطة أن نتوقف عن المحاولة ! وعند ذلك يبدأ لدينا الإعتقاد بأن لا شيء يفيد .فإذا وجدت نفسك قد وصلت إلي الحد الذي لا ترغب فيه في المحاولة ، فإنك بذلك قد وضعت نفسك في حالة تسمي " باليأس المكتسب " ! فأنت حقاً تعلمت – أو علمت نفسك – " كيف تكون بائساً " .ولحسن الحظ أنك مخطيء . لأنه لا يزال بإمكانك أن تجعل الأشياء تتحسن من أجلك ! فيمكنك تغيير أي شيء في حياتك اليوم إذا قمت بتغيير مفاهيمك وتصرفاتك تجاه الأمور ." إنني لا أيأس ، لأن أي محاولة فاشلة لا أعيرها بالاً ؛ بل أعتبرها خطوة أخري للأمام " - توماس إديسونوأول خطوة علي طريق تغيير حياتك إلي الأفضل هي التخلص من الإعتقاد السلبي بأنك لا تستطيع أن تفعل شيئاً أو أنه لا فائدة منك . فكيف يمكنك القيام بهذا ؟ غالباً ما يكون السبب وراء قول الناس بأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً هو أنهم قد جربوا في الماضي أشياء لم تنجح . لكن لا تنسي – وأنا أستخدم هذه العبارة طوال حياتي – أن ماضيك يختلف عن مستقبلك . وأعلم أن الأمس لا يهم وإنما المهم هو ما تفعله الأن . إن بعض الناس يسيرون إلي الأمام مستخدمين في ذلك مرآة خلفية ليروا ما خلفهم لكي يرشدوا أنفسهم ، فإذا فعلت ذلك فلسوف تخسر كل شيء . وبدل من ذلك ، عليك التركيز علي ما يمكنك فعله اليوم لكي تتحسن الأمور .المثابرة تفيد لقد قالي لي العديد من الناس : " لقد قمت بتجربة ملايين الطرق من أجل النجاح ، ولكن لم تنجح أي طريقة معي " ، أو " لقد جربت آلاف الطرق ! " فكر في هذا الأمر . في الواقع إنهم لم يجربوا ولو حتي مئات الطرق ليغيروا الأمور ، أو حتي عشرات الطرق . فمعظم الناس قد جربوا ثماني ، أو تسع ، أو عشر طرق فقط لكي يُحدثوا تغييراً . وعندما لم ينجحوا في ذلك يتحاشون الأمر بأكلمه .إن مفتاح النجاح هو أن تحدد أهم شيء بالنسبة لك ، وبعد ذلك تتصرف تصرفاً جاداً كل يوم لتجعل هذا الشيء يتحسن ، وحتي وإن لم يبد ظاهرياً أنه قد ينجح .سأعطيك علي هذا مثالا : هل سمعت عن شخص يُدعي " كولونيل سامدرز " ؟ بالطبع إنك سمعت عنه . فكيف أصبح هذا الرجل مثالاً لا يُصدق للنجاح ؟ هل هذا لأنه قد ولد ثرياً ؟ أو هل كانت عائلته ثرية ؟ وهل أرسله والده إلي أفضل جامعة كجامعة " هارفارد " . ربما كان هذا الفتي ناجحاً في لأنه قد بدأ عمله حينما كان صغيراً . هل أي مما سبق صحيح ؟ والإجابة لا . فلم يبدأ " كولونيل ساندرز " في تحقيق حلمه إلا عندما بلغ الخامسة والستين من عمره ! فما الذي قاده أخيراً إلي أن يحقق ما يتمني . لقد كان مفلساً ووحيداً . وقد حصل علي أول حوالة له من الإعانة الأجتماعية وكان قدرها 105 دولارات أمريكية ، وقد غضب لذلك كثيراً ، ولكن بدل من إلقاء اللوم علي المجتمع أو إرسال مذكرة إلي " الكونجرس " ، بدأ يسأل نفسه : " ما الذي أستطيع القيام ويمثل شيئاً قيماً للآخرين ؟ ما الذي أستطيع تقديمه للآخرين ؟ " وبدأ يفكر فيما لديه ويعتبره الآخرون شيئاً ذا قيمة .وكانت إجابته الأولي " حسناً ، لدي الآن وصفة لطهو الدجاج التي يبدو أن الجميع يحبها ! فماذا لو قمت ببيعها إلي المطعم ؟ هل بإمكاني أن أحقق مالاً من وراء هذا ؟ " ولكنه فكر علي الفور وقال : " إن هذا شيء مضحك ، إن بيع هذه الوصفة من الدجاج لن يفي حتي لسداد الإيجار . " وطرأت علي مخيلته فكرة أخري : " ماذا يحدث لو لم أبعها إليهم فحسب ، بل أقوم بتوضيح كيفية طهوها بإتقان ؟ وماذا لو كان لحمها شهياً للغاية مما يجعل المزيد من الناس يقبلون علي الشراء منهم ؟ فإ ذا دخل إلي المطعم المزيد من الناس واستطاعوا تحقيق المزيد من المبيعات ، فربما يعطونني نسبة مئوية لهذه المبيعات الإضافية " .فالأفكار العظيمة توجد لدي كثير من الناس . لكن " كولونيل ساندرز " كان مختلفاً . فهو رجلٌ لا يفكر فقط في القيام بأشياء عظيمة . وإنما كان ينجح فعلا في هذه الأشياء . وقد ذهب وبدأ يطرق جميع الأبواب ، ويقص قصته علي كل صاحب مطعم : " لدي وصفة عظيمة لطهو الدجاج ، وأعتقد أنك إذا استخدمتها فإنها ستزيد من مبيعاتك . وأود أن أحصل علي نسبة من هذه الزيادة " . حسنا لقد سخر منه الكثير من الناس وضحكوا في وجهه . وقالوا : " إنظر أيها العجوز ، أخرج منها . لم ترتدي هذه الحلة البيضاء الغبية ؟ " فهل استسلم " كولونيل ساندرز " لذلك ، بالطبع لا لم يستسلم . فقد كان لديه المفتاح رقم واحد للنجاح ؛ والذي أسميه القوة الشخصية ، " والقوة الشخصية تعني أن تكون مثابراً في اتخاذ أي إجراء : ففي كل وقت تفعل فيه شيئاً ، تتعلم منه ، وفي المرة التالية ستجد طريقة لتحسين هذا الشيء . وبالتاكيد قد إستخدم "كولونيل " قوته الشخصية ! وبدلا من شعوره بالإحباط من آخر مطعم رفض فكرته ، بدأ التركيز علي الفور علي كيفية التسويق لمنتجه بأسلوب أكثر فاعلية ، وكيف له أن يحصل علي إستجابة المطعم التالي .كم مرة تعتقد أن " كولونيل " قد سمع كلمة " لا " قبل أن يحصل علي الإجابة التي أرادها ؟ لقد قوبل طلبه بالرفض 1009 مرة قبل أن يحصل علي أول كلمة " نعم " . لقد قضي عامين وهو يقود سيارته القديمة المتهالكة عبر شوارع " أمريكا " ، وينام في المقعد الخلفي بحلته البيضاء الرثة ، ويستيقظ في كل يوم وهو مفعم بالإحساس كي يشارك بفكرته شخصاً جديداً . وغالبا كان طعامه الوحيد الذي يتناوله قضمة سريعة من العيينات التي كان يعدها للمشتريين الذي كان ينتظرهم . في اعتقادك كم عدد الناس الذين كان سيستمرون في المحاولة رغم سماعهم كلمة " لا " 1009 مرة – لمدة عامين - ؟ إن من يفعل ذلك قليلون حقاً . لذلك أعتقد أنه ليس هناك من يشبه " الكولونيل ساندرز" . وأعتقد أن معظم الناس لن يتجاوزا العشرين " لا " ، أقل بكثير من مائة أو ألف ! ولكن هذا هو ما يتطلبه النجاح أحيانا .وإذا نظرت سريعاً علي أنجح الشخصيات في التاريخ ، ستجد بينهم هذا الخيط المشترك : فهم لم يقبلوا أن يتجاهلهم أحد ، ولم يقبلوا كلمة " لا " . ولم يسمحوا لأي شيء بأن يمنعهم من تحقيق حلمهم وهدفهم . هل تعلم أن " والت ديزني " تم رفضه ثلاثمائة واثنتين مرة قبل حصوله علي التمويل اللازم لبناء أكبر مدينة ملاهي في العالم ؟! فقد إعتقدت جميع البنوك بأنه مجنون . ولم يكون مجنوناً ؛ بل كان حالماً ، والأهم من ذلك ، كان ملتزماً بتحويل حلمه إلي حقيقة . واليوم يشارك ملايين الناس في " فرحة ديزني " عالم ليس له مثيل ، عالم تم تأسيسه بقرار من شخص واحد . عندما كنت أعيش في شقتي الصغيرة بحالتها المزرية ، وأغسل أطباقي في حوض الحمام وكنت أستمر في تذكير نفسي أنه لا توجد مشكلة أبدية . وليس هناك مشكلة تؤثر علي حياتي بالكامل . ووضعي هذا أيضاً سيتم تجاوزه إذا اتخذت تصرفاً قويا وبناء وإيجابيا . وقد إستمررت في التفكير ؛ علي الرغم من أن حياتي تبدو تعيسة الآن ، إلا أن هناك العديد كم الأشياء التي تجعلنا نشعر بالإمتنان لوجودها ، مثل : الصديقين اللذين أحظي بهما ، أو حقيقة أنني استمتع بكل حواسي ، أو لآنني أستطيع أن أتنفس الهواء الطلق . وكنت دائما أذكر نفسي بالتركيز علي ما أريد ، وبأن أركز علي الحلول بدلا من المشكلات . وتذكرت أنه لا توجد مشكلة تؤثر في حياتي بالكامل ، حتي وإن بدت كما هي الآن .ولذا فقد قررت أنني لن أظل أومن بأن حياتي قد تحطمت لمجرد أن لدي بعض الصعوبات المالية أو الإحباطات العاطفية . وقررت أنه لا يوجد بي أي خطأ ولكنني بكل بساطة " أعاني من بعض العراقيل " . وبمعني آخر ، لقد عرفت أنني إذا ما استمررت في رعاية البذور التي غرستها – وفي أداء الأمور الصحيحة – فإنني سأحول هذا الشتاء من عمري إلي ربيع دائم ، وسأحصد ثماء السنين التي قد بدت أنها جهود غير مثمرة . وقد قررت أيضا أن الإستمرار في أداء نفس الأشياء مراراً وتكراراً وتوقع نتائج مختلفة يعتبر ضرباً من الجنون . ولذا علي أن أجرب شيئاً جديداً ، وكان علي أن أستمر حتي أعثر علي الإجابات التي أريدها .ورسالتي إليك في منتهي البساطة ، وأنت تعرف من أعماق قلبك أنها صادقة : اتخذ الإجراء الجاد المناسب والمثابرة عليه مع تحليك بالمرونة في السعي وراء أهدافك ، سيمكنك من الحصول علي ما تريد ، ولكن عليك أن تتبرأ من أوهامك التي تجعلك لا تري الحلول . وعليك التركيز علي الإجراءات التي يمكنك اتخاذها اليوم ، حتي وإن كانت صغيرة .هذا صحيح ، أليس كذلك ؟ إذن فلم لا يتبع المزيد من الناس النصيحة التي يوجهها إعلان " Nike " : " إفعلها " ؟ والإجابة هي لأنهم يهربون من الفعل خوفا من الفشل . ولكنني قد اكتشفت شيئاً رائعا بخصوص الفشل ...

 

 

لم اجد الكتاب الكتروني لكني وجدت تلخيص له ارجو ان يكون مفيد لكم 

هنا رابط التحميل


هناك تعليقان (2):

الباحث عن الطمئنينة يقول...

اهلا غريب...رمضانك مبارك وكل عام وانت بخير......لقد اثر هذا المقال في كثيرا لدرجة انني لم ارد الانتهاء من فراءته وقسمته على فقرات حتى لا افقد الحماس الذي منحني اياه......على فكرة العبارة التي كتبتها للمعلقين لطيفة جدا اظن انني سأسرقها منك وأضعها في مدونتي....هههه.

غريب يقول...

اكيد بدون ما تقول صديقي حطها في اي مكان ومشكور على مرورك العطر