قبل فترة قصيرة سافرت في رحلة عمل الى منطقة تبعد عن مكان سكني باكثر من 300 كيلومتر وكان الغرض الذهاب الى احدى المدارس المشهورة في تلك المنطقة كانت الرحلة جميلة واستغرقنا حوالي ساعتين ونصف لان الطريق كان مزحم عند وصولنا في المدرسة وهي مدرسة ثانوية كنت استرق النظر للطلبة ولم يلفت انتباهي احد باعتبار انها الفئة العمرية التي لا تستهويني الا نادرا فمن بين الف قد يكون واحد مناسب نسبة لان ما اراه حاليا هو ان طلبة الثانوية اصبحو صغار في الحجم والشكل حتى انهم يدخلون الجامعة ولا يكون لديهم حتى ذقن لا ادري لكن اعتقد ان الحياة تغيرت وليس مثل السابق في زمني فكان طالب الثانوي مكتمل اللحية ومعالم الرجولة بادية عليه
المهم دخلنا الى مكتب الادارة وتحدثنا مع المشرف هناك واخبرنا باحتياجاتهم للنظام وبداءنا العمل استغرقنا حوالي الساعة او الساعة والنصف لاننا كنا مرتبين نفسا ومقسمين الادوار فانتهى العمل بسرعة كبيرة وبقي لدينا مكتب المدير توجهنا الى مكتب المدير
كان المدير يطلع على بعض الاوراق ولم اتبين مالمحه نسبة لانه يجلس بعكس اتجاه الضوء اي ان النافذة تقع خلفه مما يلقي ببعض الظلال على وجهه
لم اهتم كثيرا لكني شمممت عطرا احسست اني شممته من قبل لكن لم اتذكر بعد مضي بعض الوقت كنت اتحرك في الغرفة كثيرا حتى اقتربت من المكتب كثيرا وهنا تجمدت مكاني هذا الوجه مالوف كثيرا لدي هذا الوجه رايته في مكان وهنا تذكرت وجالت الذكريات امامي كانها حدثت امس ...
في الصف الثالث الابتدائي
جاءنا معلم جديد خريج جديد من الجامعة عمره حوالي 22 سنة بالكثير ان لم يكن اقل ليس لديه اي تجربة في التدريس صار مربي صفنا ( الاستاذ المسؤول عن الصف ) صف 3/3
الاستاذ ابيض اللون كثير الشعر باليدين وبعض الشعر على الصدر حليق اللحية كث الشارب ( في ذلك الوقت كان يترك الشارب )
ذو رموش طويلة وعينين بنيتين واسعتين مع شدة بياض البياض ( حوراء )
ملامح عربية وشفتين ورديتين عريضتين
وجه دائري مبتسم دوما
الطول ( كان بالنسبة لنا حلم ان نصل الى ذلك الطول ) لكن استطيع القول ان طوله الان حوالي 169 الى 172
كان يتميز بالطيبة الشديدة والحنو على الطلاب يحاول ان يقف بجوارهم جميعا يساعد من يحتاج ولا يتانى ان يشرح بكل ما لديه كان يدرس مادة الرياضيات كانت الحصة التي يحب الجميع حضورها ويتمنى ان تكون اخر حصة لنا في اليوم الدراسي حتى نعود الى البيت فرحين برؤية ذلك الاستاذ الطيب الحنين الوسيم
كنت اتنافس مع 3 طلاب على كسب ثقة الاستاذ وحبه ومحاولة المنافسة في جميع المواد حتى اتحصل اعلى الدرجات وانال شكر الاستاذ واهمتمامه بنا ونلفت انتباهه
كان لدي صديق اسمه احمد فتى اسمر اللون طيب اذكر ان والده توفى في ذلك العام وتركه وحيدا مع والدته فحصل على نوع من الرعاية الخاصة من قبل استاذنا وحين يغيب كان يسال عنه كثيرا ويتصل عليه بين الحين والاخر ليتطمن عليه مما كان يزيد من الغيرة لدينا حتى نطق احد الطلاب يوما وقالها بصراحة لما يا استاذ تهتم باحمد اكثر منها فقال احمد ولد شاطر وحبوب ووالده متوفي ويجب عليكم ان تساعدوه ليقوى ويقف في هذه الحياة وان لا نقسو عليه لان كل منا لديه والده اذا حدثت له مشكلة يلجاء اليه اما احمد فوالدته هي التي ترعاه فارجو منكم ان تهتمو به وتساعدوه
بالضبط هذه هي الكلمات او قريبة منها ما قالها الاستاذ لنا فنفذها الجميع دون تردد وصار احمد الفتى المحبوب لدى الجميع فقط تنفيذا لوصية استاذنا الذي نحبه حتى احمد نفسه كان يستغرب من الطيبة الزائدة من بعض الطلبة الذين كانو يتميزون بالخشونة معه لكنه لم يسال قط
انتقلنا الى الصف الرابع لم يكن مربي صفنا لكننا في الصف السادس عاد الينا كم كانت فرحتنا بهذا الاستاذ لانه في السنة الماضية لم يكن مربي صفنا لكنه كان استاذ الرياضيات وكنا نحبه كثيرا وكان يحبنا ويدللنا حتى اثناء توزيع جوائز المتفوقين كان يشتري لنا هداية من جيبه الخاص ويوزعها علينا لكن كنا 3 فقط انا واحمد واخر لا اذكر اسمه
في الصف السادس الابتدائي في الحصة الرابعة كان يملي علينا بعض الاسئلة حتى جاء مدير المدرسة ومعها استاذ اخر وشخص اعرفه صديق والدي حضرو جميعا وناداني الاستاذ وكان يشكر فيني ويمدح لكن المدير طلب مني ان المم حاجياتي واستعد للذهاب الى البيت
رجعت الى مكاني وبداءت في ترتيب شنطتي واثناء ذالك جاء الاستاذ وضمني بقوة الى صدره ورايت الدمعة تنحدر على خده ويقول لي لا تخاف انا معك
لم افهم لماذا دمعت عينه ولكن عيني دمعت من حرارة الحضن ولم افهم لماذا
خرجت مع المدير وصديق والدي ولم يحدثني احد وذهبنا الى مكتب المدير واجلسوني في الغرفة الخارجية ولم يحصل لي ان اذهب الى غرفة المدير من قبل وبعد قليل حضر استاذي وجلس جواري ( ترك الحصة ) وقال لي الحياة تمر سريعا وسوف تكبر في يوم ما وتتعرف على الكثيرين ومن صفات الحياة اننا نفتقد من نحب ويتركونا في دنيانا لكن معزتهم دوما تكون موجودة في قلوبنا وان احتجت لا ي شي انا دوما موجود وانا كاخوك الاكبر وانه يعزني كثيرا والكثير من الكلام وبدون مقدمات قام بحضني بقوة وحنان حتى بكيت لم اعرف لماذا بكيت ولما كان الحزن على وجهه
بعد خروجي من المدرسة اخبرني صديق والدي ان والدتي توفت اليوم الصباح وانني سابقى في بيته مع اولاده وبناته لحين انتهاء مراسم العزاء وانه اخذ اذن من المدرسة بالغياب كان بيتنا قريبا من المدرسة فذهبنا بجوار البيت وكانت النساء تبكي ويتوافد الكثير من الناس على البيت
بعد عودتي الىى المدرسة زاد اهتمام الاستاذ بي كان يدعوني الى مكتب الاساتذة للافطار معه كان ياخذني بسيارته الى بيتي وان كان بيتي لا يبعد كثيرا عن المدرسة فقط شارعين
كنت سعديا باهتمام الاستاذ بي وكان من احلامي ان انام في حضنه ( لكنها لم تحدث ابدا ههههههه(
في مرة من المرات عقدت العزم لاخبره بحبي له وانني احبه احبه اكثر من اي شي في حياتي ولا استطيع البعاد عنه ذهبت اليه في وقت الفسحة ( وقت الافطار للطلاب والمعلمين بين الحصة الثالثة والحصة الرابعة ) وجدته لوحده
تهلل وجهه حينما رأني اقتربت منه وقال لي انت مثل ابني وان كنت لا الد بعمرك فتى فقلت له انت لست مثل ابي انت حبيبي انا احبك كثيرا ابتسم الاستاذ وقال لي اذا تريدني احبك خلي بالك من دراستك واهتم بدروسك وكن من المتفوقين جلست بجواره في الكرسي وقربته منه كثيرا حتى صار لايفصل بيني وبينه شيئ كنت اشتم عطره واسمع انفاسه كان يقرا في جريدة وقد انحسرت دشداشته عن يده ( الدشداشة ) هي الزي الرسمي العماني وهي جلباب يكون بمقاس الجسم تماما
وظهر ساعده الابيض وكان ملئا بالشعر فحركت يدي ولمست ساعده وقلت لديك شعر عزير يا استاذ لم ينظر الي وقال كل اقراني يقولون ذلك
ومنذ ذلك اليوم وانا كثير الغبطة اني استعطت ان المس يد استاذي دون اي خوف لكني لم اكررها ربما ان الظروف لم تتواني لي لكي المسها وكنت دوما احلم بان انام معه ( لا اقصد الجنس ) لكن ان انام في سرير احضن وانام على صدره وهو عاري الجذع
تقريبا في ذلك الوقت لم اكن اعرف انه هنالك جنس او متعة جنسية بين الاحباء كل ما كنت اتصوره هو ان ينام الشخصان بجوار بعض في سرير واحد وكان هذا هو اكثر احلامي النوم بنفس السرير مع من احب لكن ماذا بعد ذلك لا شي
كبرت وانتقلت الى مرحلة اخرى وتنقلت بين المدراس المختلفة وانتهت الثانوية العامة وبعد اخر امتحان لنا قام احد الصحفين باخذنا انا ومجموعة من الطلاب وعمل معنا لقاء صحفي سالنا بعض الاسئلة عن الامتحانات وطلب منها ان نشكر استاذا واحد لما قدمه لنا في مسيرة حياتنا فقمت بذكر اسم استاذ الابتدائي كاملا وشكرته من كل قلبي على ما وقوفه بجواري في فترة الصغر والنصائح التي يقدمها لي الغريب ان اهل البيت زعلو من اني لم اذكرهم بالشكر ابدا في حديثي ولم اتكلم عن دورهم معي في الامتحانات ولا ما وفروره لي كل الشكر والتقدير كان لشخص لا يعلمون من هو ولم يسمعو عنه من قبل حتى استاذتي في المدرسة لم اذكر غيره وتمنيت ان التقي به من جديد
الان بعد مرور اكثر من 16 عاما التقي بالاستاذ المحبوب واين في احدى المرات
نظرت اليه وسالته هل قمت بالتدريس في مدرسة " يسبسبيسب" هل كنت مربي الصف 3\3 ومربي الصف 6\2 هل تتذكر الطلبة في تلك السنة سنة 23 ق م ( ههه) قال لي وهو ينظر الي بتمعن وقد ترك ما كان يقوم به نعم اتذكر واتذكر كل الطلاب ولازال لدي قائمة باسماء الطلاب في تلك السنين لا ادري لما احس بحنو نحوهم مما جعلني احتفظ بقائمة بدرجات بعضهم
سالته من من الطلاب في تلك السنة تتذكر اسمه بالكامل فذكر اسم احمد بالكامل وذكر اسمي بالكامل فرحت وتهللت اساريري بالبشرى يا سلام لازال يذكر اسمي كاملا وقال لي انه لن ينساهم ابدا لان لهم ذكرى طيبة في نفسه فقلت له تخيل يا استاذ اني انا فلان الذي ذكرته
فقام المدير من مكتبه وهو يستبشر وسعيد وقال لي والله لم اعرفك لقد تغيرت وكبرت كثيرا يا .... يامرحبا نورت منطقة الباطنة كلها وجلس بجواري وبداء يسال ويتحدث وكنت فرحا كثيرا باني التقيت باستاذي وقال لي انه يحتفظ بذلك المقال الذي كتب في الجريدة واني ذكرت اسمه وهو يحتفظ فيه مع اوراقه وشهاداته ودائما ما يخبر اصدقاءه انه الاحسان والرعاية ابدا لا تنتهي وان الانسان عليه ان يعمل ويبذل كل جهده وسيجد نتيجة يوما ما
ودعاني الى البيت انا وزميلي وكنا قد انتهينا من العمل وطلب مني ان نذهب معه الى البيت لتناول طعام الغداء وكان مصرا كثيرا علينا وذهبنا واكرمنا كرم كبير وكنت خلال الطريق فرحا مسرورا بحصول ما كنت اتمنى ان التقي باستاذي حبيي الاول
في منزله عرفني على اهل بيته فردا فردا وان كان ليس من عادات العرب لكنه قال لي انه يعزني كثيرا ويتذكرني دوما حتى ان بنته وعمرها تقريبا 11 قالت لي انه ابوها دوما يذكرك ويمدح اجتهادك ومثابرتك لنا ويطلب منا ان نكون مثلك وهو لا زال يحتفظ بشهاداتي من الصف الثالث الى الصف السادس والمقال المكتوب في الجريدة ومدحي له وقالت كم تمنيت ان التقي بهذا الفتى لكنها اردفت ولم اتوقع ان تكون في بيتنا يوما
جلست مع استاذي حتى المغرب واستاذنا للعودة الى العاصمة وكان يوما لا ينسى واخذت رقم تلفونه والحين رسلت له رسالة ليوم الجمعة :)
الان بعد ما التقيت به ونظرت في عينه تمنيت ان احضنه بقوة وان كان ليس بمثل ما التقيت به ف16 عاما كفيلة بتغير الكثير والكثير لكنه لا زال يحتفظ بحيوية في الكلام وثقة في النفس ولا زال وجهه يشع نورا وحبا وحياة
هناك تعليقان (2):
الدنيا صغيره وتدور و مصير الحي يتلاقى
:)
عجبني الموضوع برشآآآآآ
كنت فاقد الأمل فيك يا غريب ههههه
قلت هذا خلاص ، صاير بتاع مانجام و معاكسات و شباب و إحم إحم...
لكن، إن مع الظن إثما !! :))
بوسة !
إرسال تعليق