السبت، مايو 07، 2011

حكاية صاحبي



أتاني صاحبي الذي أعرفه منذ الصغر ليحكي لي قصته و يروي مصيبته و يخرج لي ما كتمه في صدره سنين , من همٍ و ضيقٍ و حرقةٍ , و طلب مني أن أسرد قصته لأولي الالباب , ليتجنبوا تلك الاسباب , و يغلقوا تلك الابواب , التي أوقعت صاحبي في تلك المصيبة.
و سأبدأ من البداية , حكاية صاحبي منذُ الصغر و حتى ما أصابه من سوء القدر .
صاحبي هذا هو بكر والديه ,( و أصبح بعد ما كبر أب لإخوته و إبنُ بارُ بوالديه ) , كان لوالده قلب ليس كقلوب البشر بل كقلوب الملائكة التي في السماء , لا يحمل فيه مثقال ذرة من حقدٍ أو حسدٍ أو غل ٍ أو كراهية لإحدٍ بالمرة , و كان يكد و يكدح من أجل لقمة العيش , يغيب عن بيته و أولاده 8 أو 9 أيام و يقضي يوم و نصف أو يومان بيته ليعود ثانية الى العمل ( كان يعمل في احدى الدول المجاورة ) , و كانت أمه أيضا تعمل  بجد و اجتهاد لتجعل بيتها و أولادها في أفضل حال , و لما فتح المجال لتعليم الكبار , تاقت نفسا لطلب العلم , الذي حرمها منه أبوها ظلما و عصبية جاهلية , بالرغم من أنها كانت الاولى على المدرسة بأكملها , و لكن أم صاحبي فكرت في أولادها الاربعة و في مملكتها الرائعة ( بيتها ) لمن تتركهم أثناء الدراسة , و ما أن رأى صاحبي أمه و أحس برغبتها في الدراسة إلا و انبرى مشجعاً لها و مهوناً لها الامر , بالرغم انه كان في التاسعة فقط من عمره , و أخبرها بما ان دراستك في الفترة المسائية و أن بطبيعة الحال في الفترة الصباحية لا يوجد هناك أي اشكال , و مع تشجيع أخوال صاحبي و تشجيعه هو بدأت امه بالدراسة من الصف الخامس الابتدائي , و كانت بداية الرحلة التعليمية , و بالرغم من أم صاحبي كانت هي الوحيدة تقريبا من بين الملتحقات للتعليم الكبار متزوجة و عندها أولاد إلا أنها كانت هي الاولى دائماً , و لم تكن تقصر أيضا في بيتها و مع  أولادها , يقول صاحبي : كانت أمي تحضر لنا الغداء و تغدينا , ثم تستعد هي للذهاب للمدرسة , و عندما تعود في الليل تحضر العشاء و تعشينا ثم تراجع معنا دروسنا , و تتأكد من أننا كتبنا واجباتنا , حتى ننام فإذا ما نمنا بدأت هي بمراجعة دروسها , كنا أنا و أمي مضرب المثل ؟ أنا لانني أمام الجميع ذالك الولد الذي بالرغم من صغر سنه و لكن والديه سلموا له زمام البيت و اخوته الصغار , و أمي لأنها استطاعت ان تنسق بين دراستها و بيتها .
واصلت أم صاحبي الدراسة حتى الثانوية العامة ثم اكتفت بذلك لأن عدد أفراد الاسرة زاد خلال تلك الفترة , و المسؤولية تضاعفت .
كل تلك الظروف ساهمت في تربية صاحبي , فكان عصاميا , يستطيع الاعتماد على نفسه بل يستطيع الاخرين الاعتماد عليه , و كان محبوبا جدا من قبل معلميه , و كذلك في نفس الوقت كان محسودا من بعض أقرانه . في فترة قصيرة من فترات عمره بدأ يخرج مع أبناء الجيران في الحارة للعب معهم , و لكنه انقطع عنهم فجأة عندما رأى تصرفاتهم و سمع كلامهم مختلفة تماما عما تربى عليه , فكان يقضه وقته إما يتشاجر مع أخوته أو امام التلفاز أو المذاكرة أو زيارة بيت جده ليلعب مع خاله الذي من نفس سنه .
عندما بلغ صاحبي سن المراهقة بدأ يشعر ببعض الاحاسيس الغريبة عليه ( و هذا يحدث للجمع عندما يبلغون تلك المرحلة ) , و لكن كانت مشاعر صاحبي مختلفة نوعاً ما , كان يشعر بانجذابٍ نحو معليميه ؟ فكان في الليل عندما يخلد للنوم يتخيل ان احد معلميه يحضنه و يقبله بدفئ و حب و حنان , و كان ذالك الشعور يستمر لديه حتى يخرج سائلُ لزج من ذكره ( فكانت البداية )  ؟ ’, و يؤكد صاحبي أن خياله لم يتعدى الحضن و التقبيل فقط لا غير ؟ .
بلغ صاحبي المرحلة الثانوية , و هي المرحلة التي ستحدد مصير مستقبله و حياته ( هكذا كان يرسخ الاهل في عقول أبناءهم ) , فكان تحت الاقامة الجبرية , و كان تحت المجهر ؟ و عموما صاحبي كان من قرارة نفسه يريد أن يحصل على نسبة تدخله الجامعة , لأنه يريد أن يرفع رأس والديه و يريد أن يعوضهم عن كل ما بذلوه اتجاهه و اتجاه اخوته , و بعد جدٍ و اجتهاد  و ضغط نفسي رهيب حقق الله أمنيته و أمنيت أهله و دخل صاحبي الجامعة , فكانت فرحته لا توصف .
و بدأ صاحبي حياة مختلفة نوعا ما , و كان ذالك الشعور يكبر بداخله يوما بعد يوم , فبدأ يشعر بالخوف و العذاب النفسي , لأنه بدأ يقرأ و يتثقف دينياً , و ثقافيا فعلم خطورة الموقف و لكن ماذا بيده أن يفعل ؟ لا يستطيع أن يصرح عما بداخله لأنه هو أصلا غير مقتنع و غير راضي بذلك , فاستمر في معاناته , و حافظ على سره لوحده , و كان يطفئ نار ذلك الشعور بممارسة العادة السرية ؟, و لكنه في الجانب الاخر من حياته ازداد تقربا من الله , هو أصلا من الاول كان محافظاً على الصلاة جماعة في المسجد , و كانت كل تصرفاته متزنة و محترمة , و عندما رأوه شباب الجامع في الجامعة تقربوا منه أكثر , و بالكلمة الطيبة و التعامل الراقي جعلوه يطلق لحيته , و يمتنع عن سماع الاغاني و بطبيعة الحال و بسبب تربية صاحبي لم يلاقوا أولئك الشباب أي صعوبة في اقناعه بل انه نقل تلك التعاليم الى اخوته و والديه ولاقى قبولا جيدا في تلك البيئة المحافظة أصلا .
استمر صاحبي على ذلك الحال حتى تخرجه من الجامعة , و بعد حصوله على الوظيفة قرر والديه تزويجه من بنت الحلال , فقال في قرارة نفسه طيب ان شاء الله أتخلص من تلك الافكار الشيطانية , و تلك الاحاسيس الشاذة ؟.,
و بدأت حياة جديدة , زوجة جميلة و حنونة و ملتزمة و جامعية , كل الصفات التي يتمناها أي شاب في زوجته كانت موجودة في زوجة صاحبي كما صرح هو بنفسه بذلك , و لكن لم تحرك كل تلك الصفات شعرة من أحاسيس و شعور صاحبي , لم يحس بانجذاب نحوها , نعم كان يحترمها و يقدرها و يحبها أيضا و لكن كان بارداً برود الثلج عاطفيا و جنسيا ؟ و اذا ما أراد أن يرضيها مارس معها متخيلا انها ......؟
و لأن زوجة صاحبي كما ذكرت سابقا انها جامعية و مثقفة و تريد أن تحافظ على زواجها و على زوجها الذي كانت تعشقه و تحبه حبا جما , بذلت ما في وسعها لكي تغير زوجها و تجعله ينجذب اليها , و طبعا هي لا تعلم عنه شيئاً .
و استمرت معاناة صاحبي و لم يتغير شيئا , و لحكمة الاهية لم يرزقوا بأبناء من غير أي مانع للانجاب , فقد قاموا باجراء فحوصات في أكثر من مكان و الكل يؤكد بعدم وجود أي  مانع لدى الزوجين ؟ و تمضي الأيام و السنين , و صاحبي يحاول المحافظة على حياته الاسرية و الاجتماعية بشكل طبيعي جدا , كان صاحبي هذا اجتماعي من الدرجة الاولى بعكس كثيرا من شباب اليوم , فقد كان يشارك الناس أفراحهم و أتراحهم , و كن عضوا في مكتبةٍ أهلية تهتم بتثقيف المجتمع و كان دوره بارزاً جداً , يعني مشكلته كانت تزوره في الليل فقط عندما كان يخلد للنوم , و لكن عقله اللاواعي كان يخزن صور الشباب الوسيمين الذين يقابلهم أو يراهم بالصدفة .
تم توفير خدمة الانترنت في مكان عمل صاحبي , و في البداية كان الامر عادي جدا بالنسبة له , لم يكن من هواة الدخول الى النت للتصفح , و لكنه عندما رأى معظم زملائه في المكتب يتصفحون الصحف اليومية و يدخلون المواقع الاخبارية أو الثقافية أو التعليمية , بدأ هو أيضا يدخل و يتصفح و لكنه بشكل قليل جدا , و مع مرور الوقت عمل له بريد الالكتروني , و أخذ يراسل أصحابه و أصدقاءه ثم بعد ذلك دخل على الفيسبوك , و في كثير من الاحيان كانت نفسه تراوده بالدخول للمواقع الخاصة بالمثليين , و لكنه عندما كان يكتب بالعربي للبحث لم يجد ما يشبع فضوله , فوجد معناها بالانجلش و بحث فوجد ما كان يبحث عنه .....
في البداية اندهش كثيرا و تعجب من ان هناك الملايين من البشر يقوموا بفعل هذا الشي الممنوع شرعا و عقلا , و لكن في قرارة نفسه كان يتمتع برؤية تلك المقاطع , و في يوم من الايام بينما كان يتصفح الفيس بوك رأى رابط للموقع فضغط على الرابط ( و يا ليته لم يفعل ) ففتح له موقعا رهيبا فضيعا خاصا للمثليين لجميع دول العالم , يتعارفون و يتبادلون صورهم و أرقام هواتفهم , فاذا اتفقوا و أعجبوا ببعض تقابلوا و مارسوا الجنس المثلي , و من هنا كانت البداية الفعلية لصاحبي , بعد ما يقارب من 18 سنة كبت و حرمان ( حسب تفكيره ) و عذاب نفسي و عاطفي  دخل عالم المثليين , و أخذ يقابل و يمارس بشكل اندفاعي و من غير تفكير للعواقب ,,,,,,,,,,,.....................

هناك 5 تعليقات:

OmaniG يقول...

اهلا صديقي...
بصراحه القصة اثرت فيي كثيرا بالفعل هذه معاناة المثليين خصوصا في مجتمعنا ان المثلي يضل متجاهل لشعوره ارضاءا للناس ويكبته سنين وسنين وبعضهم الى ان يصلو الى الاربعينات والخمسينات ثم يتفاجأو بان عمرهم ضاااع ولم يتمتعو في حيتهم كما يحبون..حينها يبدؤون بفعل اشياء قد لاتناسب سنهم ولكنهم يضطروا وياما سمعت عن بعض اصحاب التكاسي في منطقتي يحاولون لفت انظار الشبان وطبعا معظم الشباب يتقززون منهم ليس لانهم مثليون ولكن لانهم كبااار في السن ...من وحهة نظري ان الواحد يعمل الي يحب في شبابه "بحدود" ولا ان يعملها بعدين !!بس وين تكملت القصة يعني شو صارله بعدين؟؟؟

غريب يقول...

لا هي ما قصة هي ملخص لحياته فقط

لانه قراء موضوعي الاخير عن مشاكل المثلين وهذا كان رده على نقطة الهروب الى الدين من المثلية

شكرا على متابعتك لي ولكتاباتي

وييييييييييينك مختفي

OmaniG يقول...

اها بالفعل قصته رد كافي ووفي لكل من ادعى ان الدين ممكن يغير ميول الشخص الجنسيه!!!
واكيد انا راح اضل متابع لمدونتك دائما
وانا ولا مختفي ولاشي!!

غير معرف يقول...

للاسف هذه القصة قريبه جدا عني وما اعانية
هل سينتهي بي الحال مثله ام ماذا الحل ؟

غير معرف يقول...

العواقب الوخيمه هي ان يعيش الانسان في نفاق ويرتدي ثوبا غير ثوبه وفي هذا اساءه لشخصيه ليست شخصيته وليس من حقه تقمصها, كل المطلوب هو ان يطابق مافي داخلك مظهرك الخارجي وسيقبلك الناس بدون شك وان لم يقبلك الكل فلايهم انت اخترت حياتك كما هو عنوان المدونه تذكر دائما , لاتختار اكثر من حياة وتنزلق في منزلق النفاق هنا تكون العواقب وخيمه فعلا , اقرانك لن يقبلوك وانت تضع قدما هنا وقدما هناك , لن يقبلوك ابدا ومن يقبلك فهو منافق , الحمدلله نحمده ونشكره على ما اعطانا ان كان بلاءا او خيرا ولايحمد على مكروه سواه , لن نكون الا نحن ولن نلبس اثواب غيرنا , تحياتي .... العراقي